Monday 29 December 2008

الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

هناك كلمات في حياتنا تجردت إلى درجة الرمز، فلا نرى منها إلا ما يفيد معنى واحد. إن شيئا من تعليمنا في المدارس الحكومية قد أثر في ذلك عندما يُطلَب منا ايجاد مرادف، و نحفظ هذا المرادف للامتحان و كأنه المعنى الوحيد و بئس الحفظ كوسيلة للتعليم. في الآونة الأخيرة كنت أدرس الفرنسية، و لاحظت التأكيد الواضح و القوي على تأثير السياق في المعنى. تقريبا كل الكلمات التي ترد في الدرس مفادها من السياق حتى طريقة نطقها. انه ليس بأمر ينقص لغتنا العربية لكنه أمر لا يؤكده مدرسيها. أنا لم أتلق علما مخالفا عن قريناتي في المدرسة، إلا أنني كنت أستزيد. شاركت في نشاط الشعر العربي في المرحلة المتوسطة فكانت مدرستي أ.عواطف السنعوسي من أروع المتذوقين للشعر، كانت تشرح فتفتح لنا عوالم الشاعر و أحاديث نفسه، و كانت من المدرسات القلائل اللائي يتكلمن العربية الفصحى في شرح الدروس. القراءة الدائمة و معاني الشعر جعلت بي قابلية لتفهم أهمية السياق و لو بصورة غير مباشرة. لكن ظلت فكرة واحدة لم أفهمها في ذلك العُمر و هي مبدأ الشك فيما يُكتب و دخول السياق في تأويله

ليس كل ما يُكتب يُصَدَّق و كل ما يُكتب مُقاس بسياق، محدود كان أو متغير، و هذه القاعدة تُفاضل الأعمّ من المكتوب على الأخص

"الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر" هي إحدى العبارات التي أنعتها بالعامة، و التي يجب إعادة التفكير في سياقها و مرامها. المعروف كلمة تفيد معنى المتعارف عليه عند قوم من الناس و ما يتفق عليه الجمع من قواعد و أساليب. المعروف ككلمة تفيد المعرفة العامة الشاملة، فإن بطلت بطل تأثيرها، أما المنكر فكلمة تفيد الإنكار الشامل و العام من المجموعة أو الكل و بغيرها يبطل الإنكار. أنا لا أفتي هنا إنما أنقل معنى. و كلنا نعلم أن السياق هو القاضي في المعاني

لقد جاء ذكر هذه العبارة في القرآن و ليس هناك شك في ورودها. لكن هناك عنصر مهم يجب أن يؤخذ بالاعتبار، و هو أن الإسلام جاء دينا جديدا منافيا للمعروف عند قوم من الناس. فلا أرى في النهي عن المنكر دحراً للجديد، لأن ما أن أتى الجديد انتفى الشرطان معا. و لذلك تكثر حروب الدين و العنصر، تلك الساحة التائهة بين منكر و معروف

إن سياق العبارة في القرآن كان أصله السلام بين الناس، مرامه التهدئة لكي لا يصل جدال هاتين الفكرتين إلى سيفين لأنهما ما زالتا فكرتين، و الفِِكَر حلّها فِكَر. تأتي علي أيام أشعر بأني مُسَيَّرة في هذه الدنيا، فالقدر يمشي بسلاسة و منطق مُعجِز، لولا فترة التمييز هذه بين المعروف و المنكر، بين الخطأ و الصواب على أساس من سياق

وجودها يجعلني أفكر، لا أقاتل أو أجادل، يجعلني أحيا و أعيش

Wednesday 17 December 2008

ما أتاني مِن بني الشَّيْصَبانِ

The Letter Reader
فتحها يقرأ، فارتعدت الكلمات و لبّت أوامر عينيه و زحفت إلى حيث حلّ مرآها، فانكشف رمزها و صارت رسالةً أخرى، عجيب أمر ساعي البريد حين يقرأ الرسائل المحرومة، الرسائل التي تدسها النساء في صندوقه بلا عنوان

The Unexpected Performer and the Unexpected Listener
السامع: عازف غريب، جال بلدانا و قطرانا، كيف لي أن أدري ما سأسمع، أو حتى ما سأرى
العازف: من تراه سيحب موسيقى الغريب
بدأ يعزف، و بدأ جدال الطرب
و سكن السامع مع آخر ترددات الوتر، و يا لفرحة العازف فكم يحلو له ذلك الصمت، طال الصمت فاستنكر الغريب، ألا يصفقون؟
أتت فتاة من الجالسين ترقص، لم يكن يعزف، لكنها رقصت على صدى لحنه. هكذا يصفقون


أريد أن أصنع آلة موسيقية تصف الهذيان


أريد رسم وجه يضحك

Friday 12 December 2008

Moon and yet more

1.Today is my first trial to shoot the moon.

2.This song was on my mind for about a week.


3.Someone special told me today that I remind her of Anne Frank.

4.Thoughts were telling me today that racists or people whom into ideological and physical classifications are anti-culture. I'm not explaining an anti-racist thought, but a cultural claim as a change in focus.

Culture: the arts and other manifestations of human intellectual achievement regarded collectively.
Values: a person's principles or standards of behavior; one's judgment of what is important in life.
Meaning: what is meant by a word, text, concept, or action; important or worthwhile quality; purpose.
Quality: the standard of something as measured against other things of a similar kind; the degree of excellence of something.

5. I noticed that all my childhood idols were orphans.

سنان
سالي
مغامرات عدنان
ساندي بيل
بيل و سبستيان
لبنى السريعة
نوار
ابنتي العزيزة..راوية
بوليانا
فتاة المراعي
ليدي ليدي

Or children sent to private schools. Is it the time, after lots of wars? Is it to say that childhood adventures can emerge only away from our parents, or from authority? When I was a child, I used to think that my mom will go away someday like all those children. And when my mother goes outside, I used to sit on the threshold steps and scream: MAMA MAMA! (sometimes until she comes back!) and then I grew up to have a very independent nature.
I think the time affects the stories, because in early nineties the cartoons started the concept of alien creatures introduced to a certain family or friends and how this creature affected their lives.


The 90s collection is a completely different culture than that in my time. It is even different to the late nineties collection of cartoons, which introduced the transmittance of certain people to other worlds with an ability to control certain creatures in those worlds to fight and rescue people in danger.


and I wondered how those cartoons which deeply affected our little minds, transformed to the details of our mature minds. And is the reason behind the great fascination in Maroco is being the pure representation of a girl living with her middle class family, just like me. I think that Maroco is one of the rare cartoons which adopts the very mild everyday life as the core of the story.
[I will try to write a better article on this thought]

Friday 5 December 2008

يوم

بعد أسبوع من النوم المتقطع و العيش صباحا و مساءا بين الأوراق، بدأت عطلة العيد. أردت النوم "نومة هنية" لكنها كانت أبعد ما تكون عن ذلك. صحوت للمرة الخامسة لأراها التاسعة صباحا. ذهبت أمشي على البحر، بعد حوالي النصف ساعة، شعرت بأني لست على ما يرام. فرجعت إلى سيارتي و أنا أحدق في الوجوه المختلفة مسترجعة كتاب أمين معلوف "الهويات القاتلة".. على شارع الخليج إلى شرق ثم توجهت إلى بيت جدتي على شان الغداء

بعد الغداء

تبي أقرأ ايدك؟
تعرفين
يعني


و تجمع علي المجتمعين و كلهم ايمان بوجوب وجود معنى لكل خط، سواء البنات منهم أو الشباب

هي قرأت بيدها أكثر مما قرأت في يدي
هذا كل اللي قدرت أقرأه في ايدك
طالعي في خطوط وايد
ضحكت
انزين هذا الخط؟
يمكن اهتمام ثاني في حياتك
مرة واحد معاي بالمدرسة قاللي اني راح اتزوج ثلاث حريم، وحدة سعلوة و الثانية مسكينة و الثالثة راح تموت صغيرة
تساءلت عن مدى خيال رفيقه الواسع

بعد قليل

ديمة
نعم
شرايك نسوي قراية كف في بيتكم
من صجك
اي .. اي، صدقيني نربح
شكرا ما ابي، قلت له و انا اتذكر فيلم البيضة و الحجر لأحمد زكي


تذكرت حاجة الناس الغريبة للأوهام و السحر و الأسباب الواهية في ذلك الفيلم. ذهبت بعدها إلى مكان هادئ أقرأ فيه "الهويات القاتلة" و ما أكثر الأماكن الهادئة في العطلة، لأن الكويتيون يحبون الاجتماع في مكان واحد فتفضى الأماكن الأخرى

و انا في المقهى، تسمر أمامي طفل فليبيني الجنسية، يحدق بي بعينيه الكبيرتين الجميلتين. ثم جلس أمامي و عائلته تتطلع إليه من بعيد

he found himself a date

قلت لهم ضاحكة. بعد فترة طويلة من التحديق أخذ الكتاب مني و صار يتصفحه، أعطاه أباه الطيب دفترا آخر كي يلهيه عن كتابي، فأعطاني الدفتر و أخذ الكتاب بمبادلة بريئة. فقصصت ورقة من الدفتر و صنعت له طائرة ورقية، لكن شغفه بالكتاب كان أكبر، بعد ذلك أخذ الأب الطائرة الورقية بيد و حمل طفله بيد، و ابتعد عني مرسلا صوت طائرة تحوم هنا و هناك

أجريت مكالمة هاتفية أرهقت يومي أكثر و مررت ببنت خالتي للتمشي بالسيارة، فذهبت بي السيارة إلى فيرجين لشراء قصة موستيك

طوال الطريق إلى البيت، كانت بنت خالتي تقرأ بشغف و فرح، تضحك و تلقي عبارات استحسان و استغراب بين الصفحات، فابتسمت بإرهاق و قلت لها أني سأرجع البيت لأنام

اعطيني القصة اول ما تخلصينها
ان شاء الله


اتصلت برفيقتي أعتذر عن المجيء للمطعم، و رجعت البيت و نمت ساعتان، صحوت بعدها، بكيت قليلا، و ذهبت إلى أبي في داره، و جحا يحاول قراءة ورقة لامرأة جميلة على الشاشة أمامه

بعد أن قلّب الورقة عدة مرات قال: زوجتي المصونة، و الجوهرة المجنونة، لقد اشتقت إلى طلتك البهية
ما هذا الكلام الفارغ، ان هذه الورقة صك ملكية البيت، قل لي يا جحا بذمتك ان كان لك ذمة، أما تستحي من وجهك
اعذريني يا امرأة، فأنا أفهم قليلا من العربية و قليلا من الأفرنجية و الصك فيه من اللغتين العربية و الأفرنجية معا فلم أفهم شيئا

شلونك ديمة؟
زينة
شلون الراحة؟
مو زينة


هي الراحة زينة لكني أجبته كذلك لا شعوريا لأني لم أكن حقا مرتاحة، ففهمها أني لا أحب الراحة، و تركته على فاله، فقال

الانسان محتاج يرتاح من وقت لآخر

رجعت غرفتي و رديت أسمع غريب يا زمان و أنا أكتب هذا الكلام، بعدها قرأت حديثا عن الزهد فيما نريد من الناس، حديثا أراحني لكني ظللت غير قادرة على النوم، القريبين مني يعلمون اني لا أحب النوم الكثير، و كم تمنيته الليلة
ذهبت إلى غرفة والدي مرة ثانية، لقد ناداني قبل ساعة لأشاهد فيلما للريحاني، لكنه انتهى. كان يشاهد مقابلة مع الأديب فاضل خلف، كانت المقابلة في نهايتها

ايماءات يديه حين يتكلم، تشبه ايماءات يديك
لقد أرسل لي أبيات شعر حين كنت في كامبردج أظن مطلعها
أيها الزائر كامبردج - زدت شوقا متجدد
أظنها متأجج


فصار يحكي لي عن حياته و كيف كان له دور فاعل عندما كان ملحقا ثقافيا في تونس و عن رحلته إلى لندن، و كنت أستزيد. كنت أريده يسهب في الحكايا، فقد غادرني النوم و قلبي كله أمل في سماع قصة. عرض بعد ذلك برنامجا عن حياة روزوفيلت. شاهدناه

لقد ملك قلوب الجماهير المتحمسة لأنه كان يتكلم بالعموميات، و كان كلامه مجموعة من الاقتراحات المبهمة

ضحك والدي و قال

كل السياسيين هكذا
معتمد كليا على شخصيته
بين شخص متمرس في الإدارة بدون قدرة على الخطابة، و شخص قادر على الكلام و الإقناع، يضيع الجماهير


أخذت قرصا مهدئ و ذهبت للنوم

انتهى

Thursday 4 December 2008

٤ ديسمبر ٢٠٠٨


ديسمبر ٢٠٠٧

لطالما حمل لي ديسمبر معاني جميلة، اليوم أجملها. الحمدلله على نعمة الأساطير، و الأحلام، و يدين

يوم تؤمن فيه بكل شيء. يوم تخجل من قدرتك أمام القدر. يوم سأظل أذكره لأبتسم و أنتشي. يوم من أيام ديسمبر
لم أعِ ما أفعل و ما أقول. أأطلب كثيرا إن عاد من جديد؟

ديسمبر، شهرٌ فرض تأثيره علي مهما حاولت تفضيل غيره. و مهما امتدحت فصولا بعيدة عنه

لا أملك ما أقول لكم في ديسمبر ٢٠٠٨ ،ليس اليوم، ليس هنا، غير هذا